٢٠٠٨-١٠-٠٨

الحلقة الرابعة - الصديق

فى هذا الزمن الصعب, وسط مشاغل الحياة, وقلة الأخلاق وسط خضم التسارع فى رتم العمل والتسابق للحصول على حياة! -كريمة -

انشغل الناس بما هو مهم وضرورى كى يكونوا شخصيات متزنة!

فالإنسان يحتاج فى حياته إلى 4 احتياجات, حتى يكون سعيد وموزون نفسيًا وعاطفيًا وبدنيًا
1- جانب الروحيانيات (علاقة الإنسان بربه)
2- جانب الإجتماعيات (علاقته بأسرته وأصدقاؤه)
3- جانب الفكرى (علاقته بالأفكار وقرآءاته وثقافته)
4- الجانب الشخصى (اهتمامه بصحته وبوقته)

وما نتكلم عليه الآن هو الاحتياج الثانى, حسب ما كتبتهم ورتبتهم أنا ..

الحاجة الإجتماعية .. وتعتبر هذه الحاجات هى حاجات هامة للإنسان مثل حاجته للأكل وللشرب .. وليس معنى أنه لا يجوع لمعرفة صديق وفى, فهو ليس فى حاجة إلى هذا, وليس معنى أنه لا يظمأ لأن يقرآ كتابًا أنه لا يحتاج إلى هذا...

ولكن يكفى أنه لن يستريح نفسيًا ولا جسديًا بدون ان يهتم بهذه الإحتياجات الأربعة, وبعدها سيكون شخص موزون وسوى ..


يقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : من وجد من أخيه ودًا فليتمسك به, فقلما يجد ذلك ..

وأخبره أحد الصحابة أنه يحب صحابيًا فسأله النبى, هل أخبرته؟
قال : لا
قال له : إذهب فأخبره, فإنه يحب ذلك..

اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الإحتياج, الاحتياج إلى دائرة اجتماعيات محيطة بالإنسان, فوصاه بوالديه, ونزل القرآن من فوق سبع سماوات للوصية بالوادين بعد إخلاص العبادة لله مباشرة

وفى نهاية حياة الرسول صلى الله عليه وسلم, وصى المسلمين بأمرين (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)

فكانت آخر وصية له للزوجة..

وعند الهجرة إلى المدينة, أول ما فعله الرسول, هو فعل عظيم, آخى النبى بين المهاجرين والأنصار, فكان يأتى بالمهاجر يقول له أنت أخو فلان من الأنصار, فيأخذه الأنصارى , يسكنه بيته, ويقتسم معه ماله..

فكان مجتمع المدينة من أصح المجتمعات وأكملها .. فكانت حادثة سرقة واحدة حدثت تعبر عن نقاء هذا المجتمع. وكيف رباه الرسول, لو أحصينا الحوادث والرسول المربى وسطهم, وأحصيناها الآن, لما وجدنا مجالاً للمقارنة ..

نخلص إلى أن الصديق من احتياجاتنا الحياتية, كالأكل والشرب .. والصديق الوفى هو عملة نادرة, من وجدها ووجد منه ودًا فليتمسك به, فقلما يجد ذلك ..

كونوا أوفياء لأصدقائكم, وهى كلمة فى أذنى قبل أذنكم .. اتقوا الله .. نفعنا الله وإياكم بهذا الكلام

وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

وجزاكم الله خيرًا .. وشكرًا لحسن متابعتكم. وإلى لقاء قريب, مع سلسلة لا للكآبة ..


ليست هناك تعليقات: