في بعض مقابر البصرة إذ رأيت جارية على قبر تندب وتقول
( بروحي فتى أوفى البرية كلها ... وأقواهم في الحب صبرا على الحب ) قال فقلت لها يا جارية بم كان أوفى البرية وبم كان أقواها ؟ فقالت يا هذا إنه ابن عمي هويني فهويته فكان إن أباح عنفوه وإن كتم لاموه فانشد بيتي شعر وما زال يكررهما إلى أن مات والله لأندبنه حتى أصير مثله في قبر إلى جانبه فقلت لها يا جارية فما البيتان ؟ قالت
( يقولون لي إن بحت قد غرك الهوى ... وإن لم أبح بالحب قالوا تصبرا )
( فما لامرئ يهوى ويكتم أمره ... من الحب إلا أن يموت فيعذرا ) ثم إنها شهقت شهقة فارقت روحها الدنيا رحمه الله تعالى عليها والحكايات في ذلك كثيرة وفي الكتب مشهورة ولولا الإطالة والخوف من الملالة لجمعنا في هذا المعنى أشياء كثيرة ولكن اقتصرنا على هذه النبذة اليسيرة والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
((المستطرف))