٢٠٠٨-١١-١٦




بعد العمل.. تخرجُ، تفقأ إحدى عينيها، وتقوم متألمةً. يدرّبونها هناك على حفِّ صراخها الداخلي وفرشِهِ بساطاً تقليديًا للموتى. تتنفس بعاديةٍ- أو هكذا طنّتها- ينقبض صدرها بوحشيةٍ.. ينقبض.. ينقبض.. طارداً كل الهواء من وجودها الضحل.. يكاد صدرها الخافق يلتصق بظهر الأرض، ثم لا يكاد ينبسط. لكانما تريد أن توقف ذلك الفعل المنافي لرغبتها. تنظر لكل تلك الوجوه المنثورة في وجه الشارع المفرود أمامها كأفق مسدود. تقول/ لا تقول: “ألا يوقفني أحدكم.. سائلاً عنّي، ماسحاً تلك المنطقة المتآكلة بداخلي؟ أنا أتآكل الآن على مهل”.
تفكر الآن أن تحادثه، وقد أغلقت لتوها معه حواراً كاد يربّت على قلقه عليها، لولا “تون” صوتها المتمسك برقعة حنان مشطوبة من عالمها. والآن.. تُخرج لسانها الباهت – ربما لكثافة صومها مؤخراً عن الحديث – ها تُخرجُ لسانها للكائنات المحيطة بها كالذباب، والناظرة لها بسَفَه. تتسائل.. هل خرجتْ أسئلتها للناس صوتاً ؟!