٢٠٠٨-٠٧-١٣


قيلَ مات .. / ما الذى يُرثى ..؟
و هل صحَّت خطاباتُ العزاءِ الجدِّ
فى وقتٍ كهذا ،
عَزَّ فى أرجائِهِ طعمُ الممات ؟
ذاعَ لماَّ أن رأيتُ الموتَ فى قومى منالاً مُشبِعاً
أَمْسَى مِن الجَوْعى بصَحْراءِ الرؤى الثكلى أَباً للمُغرياتَ ..،
قيل مات ..
لم يَلُحْ فى فِكرِهِ أو فِكرِنا :
كم هزةٍ تكفى من الزلزالِ تأتى نحونا
بالمفتَرَق ..
كم ذراعٍ من مياهِ الخُسْرِ تكفى للغَرَق..
كم منَ التخفيف مطلوبٌ من الألوانِ
يُقصِى مشهدا فيه الغُرُوبُ /
الصَّعْبُ فى أجزائِهِ لا ينمحِق ..
بل إذا لاحت عليه الشمس صبحاً ،
راح فجأة ..
..
صارَ تِذكار السطورِ العابرات.
ينْزوى من عينِ بَكَّائينَ سلسالُ الحكايا /
و قُصَاصاتٌ تُرَوّى بعض أحزان المساء
كان يهوَى صرعةَ الحيتانِ بالحيتانِ
كى تَمضى المراكب ..
كان يهوَى هجرةً ميسورةً لا تُبلِغُ
الجيرانَ عنها ضجةٌ..
أو يَدلُّ البحثَ والتفتيشَ عن آثارِها
خيطُ العناكِب ..
مدهِشٌ ،
آوَى إليهِ الآمرَ النَّاهِى -تراثَ الصولجان- ..
يشْطُرُ الأبعادَ فى صوبِ الهدف .
أعشبَ العمرَ / الشفاهَ البُكمَ باللحنِ المُضَفَّر ..
يتدلَّى من رؤوسِ النَّغْمِ أَنّى يلتقيهِ البائسون .
ينطوى من وَجْدِهِ طَرْقٌ تَمَادَى قسوةً
فى ضَيعةِ الشَّكوَى ،
أتَدْرى ؟
راحَ فجأة ..
تاركاً للسِّينِ والـ سَوْف هنا استقبالَ
أقوامٍ على الأعتابِ تَهوَى أن تُفَسِّر ..
حين تأتى ،
تُفرِغُ الأحمالَ فى قَبْضَةِ ميناء من المطاطِ
تُؤوى شُرطةُ الميناءِ منها فى خزَاناتٍ
من الحرمانِ دَوماً ما تَيَسَّر ..
هكذا الدنيا .. فخُضْ بالروحِ سَيْرَك ..
واركب التابوتَ فوقَ الرُّوسِ مُقتاداً خُطانا
للمطارِ الأوَّلِى ..
سائراً للهِ يَغشاكَ اليَقِنُ الأُخْرَوِى ..
قد وصلنا ..
دَورةٌ و اللحدُ مَدٌّ مستطيلٌ واثقٌ
بالمنتصف ..
يَرمُقُ الدَّوْرَةَ (هذا اللحدُ هل يرنو بفَكَّيهِ إلينا
أم خداعُ الناظرين ؟ !)
لم نَزَل فى دَقَّةٍ عَلياءَ من قَلْبٍ غريقٍ
فَتَشَجَّع ،
واغطس الآن هنا ، تطفُ من الشِّقِّ الذى
فَاقَ المُشاهِد ..
حيثما يمَّمتَ وجهَ الحُلمِ فى حِجرِ التراب.. ،
قل لهذى الأرضِ : "أمِّى"
"هكذا عُدتُ جنيناً ، ليت هذا البطنَ
يستعنى يَتِيماً أنْ بَكَى فى بطنِ أمِّه !"
قل لهذى الأرض أيضاً :
اِحْمِلى جنبِى ولو تِسْعَةَ أذرع !
لَن يَرَى المارُّون آثارَ وُجودى وَرَماً ..!
مِن صُرَّتى ها يَنْبَرِى ما فِىَّ فيكِ /
العكسُ بالعكسِ يصيرُ / استَحْلِبينى
وامضغى الهيكلَ
حَلِّى بالغضاريفِ الرقيقة ..
أنبتى مِنِّى غصوناً مِن شعائر ..
مَن يَرى الغُصْنَ استفاضَت منه لمْحاتٌ
قريباتٌ بيُسْرِ الخاشِعِ التالى يُؤَوِّل ..
دون أن يَعْرِفَ لى اِسماً ولا يَفْتِنَهُ شيئاً من الشهرةِ
أنتِ استخلِصِينى دونَ بِدعة ..
انفِضِى عنّى ابتداعَ الأضرحة ..
انفضيها
قبل أن تحرمَنى عِطْرَ مُرورِ الصالحين/القائمين/الساجدين
قبل أن تَرمى من البدعةِ فوقى
جاثماً يجعلُ مِنِّى فتنةً .. للناشدين

11/7/2008






ليست هناك تعليقات: