٢٠٠٨-٠٨-٢٤


و يظل يسعل, و الحياة تموت في عينيه
إنسانٌ يموت..
و على مُحيَّاه القسيمِ وداعةُ الحزن الصموت..
و البسمة البيضاء تهمر فوق خديهِ ، مَحبَّة
لك, لي, لِمن داسوه في درب الزحام ،
ألقَى السلام ،
و صفا محياه, و أغفت بين جفنيهِ ، غمامة
بيضاء شاحبةٌ يُطلُّ بعمقها نجما سواد
و تمطت الرئتان في صدر زجاجيٍّ خرِب..
و امتدت الأنفاسُ مجهدةً تراوغُ أن تبوح
بالانكسار..
إني انهزمت و لم أُصب من وسعها إلا الجدار ..
و النور و السعداء من حولي, و قافلة البيوت
لكنه ألقى السلام
كنا على ظهر الطريق عصابةً من أصدقاء
متعذبين
بالكُتْبِ و الأفكار و الدخان و الزمنِ
طال الكلام, مضى المساء لجاجةً, طال الكلام
و ابتلَّ وجهُ الليلِ بالأنداء
و مشت إلى النفس الملالة, و النعاس إلى العيون
و امتدت الأقدام تلتمس الطريقَ
إلى البيوت..
و هناك في ظل الجدار يظَل إنسان يموت
و يظل يسعل, و الحياة تجف في عينيه
إنسانٌ يموت
و الكتب و الأفكار ما زالت تَسُدُّ جبالُها
وجهَ الطريق
وجهَ الطريقِ .. إلى السلام

صلاح عبد الصبور



ليست هناك تعليقات: