(( .. وكان المشهد اليوميُّ مكتملاً ..))
سوى رجل هنا يمشي علانيةً
كأن الأرض سانحة كأن الكون من تدبير خالقه /
كأن مسلّمات الطيبين تحوم في الأفق القريب /
كأن شمسا ما ستشرق من هنا
و كأن دربا طيبا يصل المكان بنفسه!!
يمشي يظن الطير تخرج في الصباحِ
على مواعدةٍ من الرزق الذي نثرته في وضح البلاد يد الخصوبة.
يحسب الزيتون أخضرَ طيباً
لم يختبره تعاهد اللصين .. لم يحمَرَّ في مرمى الجريدةِ
لم تجرده الخطابة .. لا.. ولم تسلبه زيت الطيبين
و يحسب الجميز متروكا على الطرقاتِ
في الترع القريبة يحرس الضعفاء من غضب الطبيعة
يمنع السعلاة عن دمهم
يعد لهم موائده ..
و كم عرساً ؟ و كم غرساً ؟ و كم درساً ؟
و كم يدَ فوقه تحنو .. و كم جوعان يدعو؟
كم سماءَ تطيعُ ؟
كم ولدا رأى بنتاً فأيقظ حلمه و مضى
يسوق الكون و الأشجارَ ..
يخطب خدها العنّاب .. يقطف ثغرها العنبر ؟
يمشي ..
يسيل مواجعا خضراءَ ـ
لو أجدبت لالتأمت شروخك /
للمكان صفات أهل البيت /
للغة استعارة ساكنيه .. و للزمان تناقضات الحاضرين .
فقل : أتيت مع القطيع .. و قل : أموت على القطيع ..
و لا تقل ما للقطيع ؟
احفظ لنفسك حيدة المعنى المراوغ /
منعة التأييد /
سبحان الوسط ـ
لا تحسبن الأرض تعرف قاطنيها
إنما للأرض وجه العابرين .
لا أنت أنت ..!
و لا البلاد محصنات ثيبات
تحفظ الرجل الذي لما استبد به المكان استبدل العنوان و الألفاظ
ليحفظ المعنى فأحيته اللغه .
يا رب لم أقتل سوى ظلي !
و لم أفقأ سوى جرحي و لم أجلد سوايّ ,,
يا رب ما صارحت غيرك أنني المنذور للإنقاذ أبلد من عروس النيل /
إسماعيل يا أبتي ..
أبت أمي الخروج لغير ذي زرع فلم أشبهك إلا في اللغه .
و أنا أموت هنا أموت هناك /
أموت في التجوال .. في الكتب الرديئةِ .. في مصافحة الغريبِ ..
و في عيون الجند.. مروا منذ قافيتين من جسدي
على بعد ارتعاد أو يزيد من النخاع ..
وأنا أموت على المشاعِ ..
أموت وحدي أو مليئا
هل تراني كل موت ؟!
هل ترِقُّ لميت لم يرض عنه أبوه ..؟
لم تذكره قافيةٌ .. و لم تحفل له بلد .. و لم تنبت عليه مدينة لم تختبره قيامةٌ ..
من أنت / ما يرديك /
من أي البلاد أتيت /
في أي البلاد سقطت /هل نرثيك /
هل نرضى التعازي فيك أم ثأر لنا من قاتليك ؟
و ما تركت لنا لنحفظ في غيابك ؟...
ـ هل عيون حبيبتي تبقى ؟
ـ لها عينان أشهى من هواء الأرض في نظر الغريق
و من مياه الأرض في حلق قضى ظمآ ـ
و هل تكعيبة العنب التي أورثتها صفتي ستخرج خلف غارسها ؟
و تحكي ..
كان يبكي كلما حط الحمام على يديه
ولم يجد قمحا تعوده لديه !!
و كان أطيبكم .. و أخصبكم .. و أرحبكم .
على الأفعال أن ترضى بفاعلها
على الأسماء أن ترضى بحاملها
و للموتى براح الصبر و الصبار .
كان المشهد اليومي مكتملا
سوى رجل هنا يمشي..
علانيةٌ
دراز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق