عايزة اشوفك!
..
فى حملِ الحقائبِ للبعيد
وكم تركنَا للبعيدِ خيالنا
يَبنى به مُدُنًا
تفرقُ بين أبيضها وأسودها
وتسألُ فى المساءِ عن الذين تأخروا
كى تبدأ الحكى المدينةُ شهرذادُ
إلى صباحٍ لا يُكَرِّرُ نفسه
قال المسافرُ :
هل هناك بعيدةٌ طرقُ السماء
وهل طريقٌ واحدٌ يكفى
ليسلكه السَّمَاويونَ
قلتُ :
هناك لا غيرَ المدينةِ فى شوارعنا
لتعرفَ حَالنَا
وتُفَصِّلُ الأسماءَ للأشياء
تجلسُ فى مقاهينا ونسأَلهُا
أنحنُ السائلونَ عن الطريق
أم الطريقُ تساؤلٌ يُفْضِى إلينا
كُلَّمَا نَطقَ الضبابُ أنا البدايةُ فادخلونى
سوف أحملكم على كتفيَّ
كى ألقى بكم للضفة الأخرى
فتُدخلنا المدينةُ فى ضَفَائرها
وتُشعِل نارها
وكقطةٍ سوداءَ
بين شفاهها أبناؤها كُنَّا
تعلمنا المدينةُ أن نُخربشَ فى جدارٍ مستقرٍ فى رُخامِ الوقتِ
لا تَثِقوا بما نقشَ القُدامى فى الجداريات
يختلفُ الزمانُ
ولا يعودُ متوجٌ بحقيقةٍ
يَجلى لكم أسرارها
قال المسافرُ :
والحكيم هناك
يشرحُ ظلَّهُ بعصَاهُ
أم بخطاهُ يكتبُ سيرةَ الماضى
على صفحاتِ هذه الأرض
قلتُ :
هناك تجربةٌ بألفِ حكايةٍ قدسيةٍ صَدَّقْتَها
- بدخانِ زاراتِ الدراويشِ المعبأِ بالسماء
- وبالنبيذِ على موائدِ فيلسوفِ الغرب
يختلفُ الزمانُ
ولا خُطَىً تبقى على الأسفلت اثارًا
يُفَسِّرُهَا الدليلُ
ولا يعودُ الفارسُ المنهوكُ فى حربٍ
على أَقصى حدودِ اللانهاية
حاملاً رأسَ الحقيقةِ فوق سنِّ السيف .
قال المسافرُ :
والجهات هناك
أربعُ فاتناتٍ يفتَرشْنَ سحابةً بيضاءَ
يَغْزِلنَ من قطنِ السحاب ثيَابَهُنَ
ويَغْتسلْنَ برؤيةِ الأشياءِ فى نَهر المعانى
قلتُ :
نَغتالُ المدى بحضورنا ونوسِّع المعنى ليحتملَ الجميعْ .
أحمد زكريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق