تقول العظام الطريةُ
لا. ليس ذنبي أن أنتمي لعظامي
وأن أمسك الريح في سلّتي
أو أطارد طيارتي الورقيةَ
أن أجد الماء في حوزة البئرِ
أن أعشق البرتقالَ
وأن أجد الليل مختبئاً في العريشةِ
أثقبهُ
أن أعاشر - مثل الصغار - أباً
سيعاتبني في الصباحِ
( سآكل يا أبتي ثم أكبر - لا تبتئس -
وأفرُّ)
ولست أراني تجرأتُ حين صرختُ
انتظرْ قاتلي
لم تكن في الحقيبة دّبابةٌ
أو قصيدة شِعر مدببةٌ
أو حصانٌ من الطين تدخله الروحُ
ذات صباحٍ
ولا للحروب دققْتُ طبولا
تقول النساء
وهنّ يهدهدنَ أرحامهنَّ
دم في الحدائقِ
والطرقاتِ
أنملأ أمعاءنا بالصراخِ
وهذا الشهيد يمرُّ!!
اخرجوا يا الأجنةُ قبل مواعيدكم بدقائقَ
ولتخرجوا بسواعد مفتولةٍ
وشوارب كاملةٍ
فالحجارة غائمة وتود الهطولَ
تقول النساء اخرجوا
بعْدُ لم تعد الأرض تحلم أكثر من ظلّكم
حزمة من بقايا العظام الطريّةِ

فؤاد سليمان مغنم